البيئة

«بالم أواسيس».. مشروع «وقف» للنخيل يدمج العمل التنموى بالاقتصاد الأخضر

فى وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول تنموية تواكب التحولات البيئية والاقتصادية، يبرز مشروع «بالم أواسيس» كأحد النماذج التى تجمع بين مفهوم الوقف الخيرى، والاستثمار المسئول، من خلال زراعة النخيل فى الأراضى الصحراوية وتحقيق عوائد مستدامة تُوجه لدعم الأنشطة المجتمعية.

المشروع أطلقته جمعية «الثمرات» بدعم من عدد من رواد العمل الخيرى، من بينهم إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «مباشر كابيتال»، الذى يرى أن المشروع يمثل تجربة متكاملة للاستدامة يمكن تكرارها فى قطاعات أخرى.

ويقوم المشروع على إنشاء مزرعة نخيل فى منطقة الفرافرة بالوادى الجديد؛ حيث يتم غرس الفسائل ومتابعة نموها حتى مرحلة الإنتاج، ليُعاد توظيف عائدات بيع التمور والفسائل فى تمويل برامج تعليمية وصحية، ودعم الأسر الأكثر احتياجاً، فى نموذج يجمع بين الجدوى الاقتصادية والبعد البيئى والاجتماعى.

ويرى «رشاد»، أن المشروع يمثل نقلة نوعية فى مفهوم الوقف، بتحويله من إطار تقليدى قائم على التبرعات الفورية إلى نموذج إنتاجى مستدام؛ إذ تظل أصول الوقف وهى فسائل النخيل قائمة، بينما تُدار العوائد بطريقة مؤسسية تضمن الاستمرارية وتعظيم الأثر التنموى.

أضاف أن المشروع يعتمد على عدد من تقنيات الزراعة الذكية مثل أنظمة الرى الموفرة، ويستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء اللازمة للمزرعة، بما يحقق كفاءة فى استهلاك الموارد الطبيعية ويُقلل من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يربط المشروع بشكل مباشر بمفاهيم الاقتصاد الأخضر.

وأشار «رشاد»، إلى أن المشروع يسهم فى خلق فرص عمل مباشرة للمزارعين والعمال المحليين، فضلاً عن إحياء الأراضى غير المستغلة، ما يعزز من القيمة الاقتصادية والبيئية فى آن واحد، مؤكداً أن هذه النوعية من المشروعات تُعد مدخلاً مهماً لتحقيق الأمن الغذائى والاستثمار المجتمعى المستدام.

وفيما يتعلق بمشاركة الأفراد والمؤسسات، أوضح «رشاد»، أن باب المساهمة فى المشروع مفتوح، سواء من خلال التبرعات النقدية لشراء فسائل تُزرع باسم المتبرع كصدقة جارية، أو عبر المشاركة التطوعية فى أعمال الزراعة، أو التوثيق البيئى، أو حملات التوعية المجتمعية، مشيراً إلى أن المشروع يُبنى بروح جماعية تهدف إلى إشراك مختلف فئات المجتمع فى بناء نموذج فعَّال للتنمية.

ويطمح القائمون على المشروع إلى التوسع فى مناطق أخرى مستقبلاً، مع السعى إلى استقطاب شراكات من مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، بما يفتح المجال أمام تحالفات تنموية جديدة تعزز من الاستثمار المسئول وتعمق أثر الاقتصاد الأخضر فى مصر.

أكد “رشاد”، أن مشروع «بالم أواسيس» ليس مجرد مبادرة خيرية فقط؛ بل هو محاولة حقيقية لإعادة تعريف مفاهيم الوقف والتنمية، مشيراً إلى أن الرهان الحقيقى هو على وعى المجتمع بأهمية هذا النوع من المشروعات، مشدداً على أن الاستثمار فى الإنسان والبيئة معاً هو الطريق الأمثل لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى