البيئة

“حلول للسياسات البديلة”: الحرارة فى مصر مرشحة للارتفاع 3 درجات مئوية بـ2050

توقع مركز حلول للسياسات البديلة ارتفاع درجات الحرارة بمصر بين 1.5 و3 درجات مئوية بحول 2025، لا سيما بعد ارتفاعها خلال العقود الثلاثة الماضية بنسبة 0.53 درجة مئوية، حسب تقرير حصلت «البورصة» على نسخة منه.

وأضاف المركز، فى تقريره، أن البيئة العمرانية فى مصر غير مهيأة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التى تواجهها البلاد، والتى تؤدى إلى زيادة مخاطر الحرائق.

وكشف التقرير، أن قدرة القاهرة ـ بشكل خاص ـ على التكيف مع آثار ارتفاع درجات الحرارة يبدو فى تقلُّص دائم، بفعل نقص المساحات الخضراء، لا سيما بالأماكن التى تتباعد بها المساكن، مقارنة بالمناطق الريفية التى تتجاور بها المنازل، ما يمنح الأخيرة لطفاً مناخياً أقل يصل إلى 5 درجات مئوية.

وتخفّض الحدائق النباتية، درجات حرارة الهواء بنسبة 5% تقريباً، وكذلك الأراضى الرطبة والجدران الخضراء وأشجار الشوارع، حسب التقرير.

لكن المناطق المتداخلة بالقاهرة، وفق «حلول»، تعانى كذلك خطر الحرائق المحدق بفعل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة مع ضعف البنية التحتية وكثافة السكان العالية.

وتساعد المساحات الخضراء على تبريد المناطق الحضرية عبر المناطق الظليلة والتبخر والعزل الحرارى، ما يسهم فى خفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ، حسب التقرير.

إضافة إلى ذلك، فإنَّ هناك وسائل فعالة لتحقيق بنية تحتية حضرية تمزج بين الأنظمة الطبيعية والصناعية لخفض درجات الحرارة بالمدن، مثل الحدائق والأشجار والبرك المائية والأسطح الخضراء والحدائق العمودية.

بولاق الدكرور وإمبابة على خريطة المناخ

وفق بيانات 2020، لم تتعدَ حصة 66% من سكان القاهرة نصف متر مربع للفرد غطاء شجرياً، بينما هناك مناطق تغطى المبانى كل شبر منها، فلا نباتات ولا مسطحات مائية تخفف من وطأة الحرارة، فى ظاهرة تعرف بـ«الجزيرة الحرارية الحضرية»، وتبلغ ذروتها فى بولاق الدكرور.

وتسهم زيادة الغطاء الشجرى بالمناطق المكتظة، مثل إمبابة حتى 50% فى خفض درجة حرارة الهواء بمقدار 0.5 درجة مئوية، وتقليل استهلاك التبريد المنزلى بنحو 12 كيلوواط/ ساعة سنوياً.

نصائح للحكومة من إسبانيا والهند

استعان التقرير ببرنامج «الأحياء المتميزة» (Superblocks) فى برشلونة، وكيف أمكن لسياسات التشجير الحضرى تخفيض الحرارة فى الأحياء الكثيفة؛ إذ يمكن لمصر الاحتذاء به للتخطيط العمرانى.

فقد أعاد البرنامج تشكيل الشوارع الجانبية ذات الحركة المرورية المنخفضة لتكون ممرات خضراء، مع الإبقاء على الشوارع الرئيسية لخدمات النقل العام والطوارئ، كما أعادت المدينة تخصيص نحو 75% من مساحة الطرق الإسفلتية للمساحات الخضراء، ما أسهم فى خفض حرارة البيئة الحضرية، وتقليل عدد الحرائق الصغيرة، حسب التقرير.

كما أسهمت الطلاءات العاكسة على الأسطح والجدران، فى خفض درجات الحرارة بشكل ملموس فى الهند، حسب التقرير.

فقد استخدم برنامج «الأسطح الباردة» طلاءات عاكسة منخفضة التكلفة تعتمد على الجير، ونتج عنه خفض درجات الحرارة داخل المبانى بما يصل إلى 5 درجات مئوية.

وقلل البرنامج مخاطر الحرائق المرتبطة بالحر الشديد فى المستوطنات العشوائية بنسبة 32%، وأنقذ ما يزيد على ألفى شخص من الوفاة، وبالمثل، إضافة إلى أن الطلاءات العاكسة على الأرصفة تقلّل حرارة السطح بنحو 12.2 درجة مئوية، وكذلك حرارة الهواء بحوالى درجتين مئويتين، مع تحسين راحة المشاة أثناء موجات الحر.

فى القاهرة.. ما الحل؟

يمكن أن يوفّر تثبيت أقماع حجارة الشيشة الفخَارية فى الجدران تبريداً يصل إلى درجتين مئويتين، وخفضاً فى الرطوبة بنسبة 15%، كما أنها تُعد خياراً اقتصادياً للأسر منخفضة الدخل، حسب التقرير.

كما أن الأقماع الفخارية الصغيرة، ذات الشكل المخروطى، تعد وسائل تهوية سلبية فعالة، تعيد توجيه الهواء الخارجى إلى داخل المبانى، وتسرِّع تدفق الهواء وتحسن توزيعه.

ويمكن للحكومة خفض درجات الحرارة فى أكثر أحياء المدينة حرارةً واكتظاظاً عبر توسيع الحدائق وزراعة الأشجار، إلى جانب استخدام الطلاءات العاكسة للأسطح والأرصفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى